من خلال عملي السابق كنت اعلم ان الأجهزة الأمنية على اختلافها ترفع تقاريرا للسلطات السياسية في البلاد تخبرها فيه عن كل شاردة وواردة ضمن حدود الدولة لتتخذ هذه السلطات الإجراءات المناسبة وتعالج مكامن الخلل من اجل رفاهية الشعب اللبناني والحرص على امنه ومستقبله…
فهل هذه الأجهزة رفعت تقاريرا عن ارتفاع الدولار وتفلت الأسعار وانتشار السرقات والموبقات في اماكن مختلفة ضمن حدود الدولة؟
وهل رفعت تقاريرا عن حالة الشعب المادية والإقتصادية والإجتماعية والصحية وبكفره بكل مقومات البلد من سياسيين واداريين ورجال دين….
هل رفعت تقاريرا عن حالة الفقر والعوز وان بعض الشعب ينام على لحم بطنه ليس ريجيما وانما لأنه لا يجد ما يسد به امعائه الخاوية، وان اكثرية الشعب تسلك نفس الطريق باتجاه الجوع؟.
الدولة هي التي تنظم حياة الناس لا الناس هي التي تنظم الدولة، وما شهدناه من تزاحم على شراء السلع الضرورية قبل فترة الإقفال العام بحيث ان البعض ملأ كل زوايا المنزل طعاما وغير طعام بينما يتحسر البعض على فتات الخبز انما هو مؤشر خطير لإنهيار الدولة بالكامل وتحكم القوي بالضعيف… وحينها من يتبقى له العمر سيروي لأحفاده : كان يا ما كان في قديم الزمان دولة اسمها لبنان…
قلم حر
المستشار خليل الخليل